الاثنين، 9 مارس 2015

دمج أطفال التوحد فى التعليم العام

 


تعتبر خطوة الدمج لأطفال التوحد فى التعليم العام، اتجاهاً يحقق نظام المساواة بينهم وبين أقرانهم ، ويكسر قيود العزلة التي قد تجعلهم بعيدين وغير قادرين على المساهمة في المجتمع. وهي فرصة لتنمية وتطوير قدراتهم وتفعيل دمجهم المجتمعي لضمان مستقبلهم للعيش في حياة كريمة وبكامل الحقوق كغيرهم من أفراد المجتمع ، وقد سعت عدد من المدارس في فتح فصولها لأطفال التوحد ، وإيجاد بيئة تربوية تعليمية لهم ، وجعلهم أكثر قدرة على التواصل مع أقرانهم من الطلبة ، إنما والتكريس في فكر وثقافة المجتمع ضرورة أن يتم احتواء هذه الفئة ، والانطلاق بها في ركب التعليم الذي يعتبر حقاً من حقوقهم ووسيلة أمان لهم في مجتمع سريع النمو.

دمج الطلاب ذوو إضطراب التوحد

التطور التاريخي لمفهوم الدمج :
ظهر الاتجاه نحو دمج الطلبة ذوي الحاجات الخاصة نتيجة للانتقادات التي وجهت لبرامج العزل ، وتطورت المناقشات والجدل حوله وتميز هذا النقاش بالمفاهيم والافتراضات المتضاربة من قبل أنصاره ومعارضيه. وكانت نقطة الاختلاف الرئيسية هي الفكرة الخاطئة التي تفيد بأنه يجب إغلاق جميع الصفوف الخاصة ووضع جميع الأطفال أصحاب الحالات الخاصة في صفوف دراسية عادية. وبالرغم من أنه قد تكون نية أنصار هذه الفكرة جيدة ،إلا ان التعامل مع مفهوم الدمج أنه ( أما الكل أو الاشيء على الإطلاق ) يعمل على التبسيط المبالغ فيه من حاجات الطلاب ذوي الحاجات الخاصة ويخلق تحديات خاصة من جانب معلمي الصفوف العادية والخاصة.

تعريف الدمج :

تعليم الأطفال ذوي الإعاقات داخل صفوف التعليم العام , مع زملائهم من نفس الفئة العمرية تقريباً أو في بيئات تعليمية أقرب للعادية . حيث يتم تعديل المناهج و الأنشطة بحيث تسمح لذوي الإعاقات بالمشاركة بشكل مستقل قدر الإمكان .

أشكال أساسية للدمج :

1- الدمج المكاني :
و فيه يتم تعليم الأطفال المعاقين ضمن صفوف خاصة , بحيث تشترك المدرسة الخاصة مع المدرسة العادية في البناء المدرسي .

2- الدمج الاجتماعي :
هو تقليص المسافة الاجتماعية بين الأطفال المعوقين الملتحقين بالصفوف الخاصة مع الأطفال الآخرين و تشجيع التفاعل التلقائي بينهم .

3- الدمج الوظيفي :
و يقصد به إدماج ذوي الحاجات الخاصة في المدرسة العادية و تقليل الفروق الوظيفية بينهم و بين أقرانهم و يتم تعليمهم باستخدام نفس البرامج التعليمية كل الوقت أو بعضه .

الافتراضات التي تقوم عليها سياسة الدمج

تقوم سياسة الدمج علي ثلاثة افتراضات أساسية:
الأول : وهو توافر خبرات التفاعل الاجتماعي بشكل تلقائي بين ذوي الاحتياجات الخاصة واقرانهم العاديين. 
إما الثاني : فهو زيادة فرص التقبل الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة من قبل العاديين. 
في حين يشير الثالث :الي إتاحة فرص كافية لذوي الاحتياجات الخاصة لنمذجة اشكال السلوك الصادرة عن اقرأنهم العاديين.

فوائد الدمج بشكل عام :

1- المشاركة الوظيفية التامة في الحياة العامة .
2- هي فرصة التطبيع , و التي مفادها أن الأفراد ذوي الحاجات الخاصة لهم الحق في الاندماج في المجتمع كما للطبيعيين .

ايجابيات الدمج :

ان ايجابيات الدمج تتمثل في ازالة المسميات والتصنيفات لفئات ذوي الاعاقة مما يعطي حالة من الشعور بالمساواة والثقة بالنفس لذويهم ، والتركيز على خدمة ذوي الاعاقة في بيئاتهم والتخفيف من الصعوبات التي يواجهونها سواء في التكيف والتفاعل والتنقل والحركة كما ان الدمج يساعد في استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وتخليص أسر الأفراد ذوي الاعاقة من الشعور بالذنب والإحباط وتعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبالذات العاملين في المدارس العامة من مدراء مدارس ومدرسين وطلبة وأولياء أمور وذلك من خلال اكتشاف قدرات وإمكانيات الأطفال ذوي الاعاقة التي لم تتح لهم الظروف المناسبة للظهور .

سلبيات الدمج :

ان الدمج سلاح ذو حدين ومن السلبيات عدم توفر معلمين مؤهلين ومدربين جيدا في مجال التربية الخاصة في المدارس العادية قد يؤدي إلى إفشال برامج الدمج مهما تحققت له من إمكانيات كما ان الدمج قد يعمل على زيادة الفجوة بين الأطفال ذوي الاعاقة وباقي طلبة المدرسة خاصة أن المدارس العادية تعتمد على النجاح الأكاديمي والعلامات كمعيار أساسي وقد يكون وحيدا في الحكم على الطالب . ودمج الأطفال ذوي الاعاقة في المدارس العادية قد يحرمهم من تفريد التعليم الذي كان متوافراً في مراكز التربية الخاصة وقد يؤدي الدمج إلى زيادة عزلة الطفل ذوي الاعاقة عن المجتمع المدرسي . وخاصة عند تطبيق فكرة الدمج في الصفوف الخاصة أو غرف المصادر أو الدمج المكاني فقط ، الأمر الذي يستدعي إيجاد برامج لا منهجية مشتركة بين الطلبة وباقي طلبة المدرسة العادية للتخفيف من العزلة وقد يساهم الدمج في تدعيم فكرة الفشل عند الأطفال ذوي الاعاقة وبالتالي التأثير على مستوى دافعيتهم نحو التعلم وتدعيم المفهوم السلبي عن الذات خاصة إذا كانت المتطلبات المدرسية تفوق المعوق وإمكانياته .

شروط نجاح دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: 
علي الرغم من ان الدمج ينطوي علي تحديات متنوعة ومشكلات عديدة الا ان هذه التحديات والمشكلات يمكن التصدي لها والتغلب عليها، حيث يرى كل من جمال الخطيب ومنى الحديدى إمكانية الدمج بنجاح عند مراعاة ما يلي:
1/ البدء بالمعلمين والمتطوعين الراغبين في تنفيذ برامج الدمج وتشكيل صفوف الدمج.
2/ العمل بروح الفريق ومشاركة الجميع في التخطيط والتنفيذ.
3/ توفير المعلومات والتهيئة وتنفيذ البرامج التدريبية.
4/ توفير مصادر الدعم وتدبير الأمور الاجرائية.
5/ الدمج تدريجياً واتباع منحنى واقعي في التغيير.
6/ إعطاء المعلمين حرية اتخاذ القرارات المهنية في تعديل المنهج واضافة البرامج المناسبة.
7/ التأهيل النفسي والتربوي للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة لعملية الدمج.
8/ التوعية بسمات وخصائص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومشكلاتهم.

فوائد دمج ذوي التوحد :

أولاً : الفوائد التي تعود على الأطفال المعاقين :
1. الابتعاد عن تأثير الفصل بين الطلاب ، فالفصل بين الطلاب يسبب آثاراً سلبية مثل التسمية والاتجاهات السلبية .
2. يزودهم بنماذج تسمح لهم لتعلم مهارات تكيف جديدة وتعليم متى وكيف يستخدموا تلك المهارات .
3. يوفر لهم نماذج طلاب عاديين ليتفاعلوا معهم وبالتالي يتعلموا منهم مهارات اجتماعية وتواصلية ايجابية جديدة.
4. يوفر لهم خبرات حياة حقيقية تؤهلهم فيما بعد للعيش في المجتمع.
5. يزودهم بفرص لتطوير صداقات مع الأفراد العاديين.

ثانياً: الفوائد التي تعود على الأطفال العاديين:
1. تزودهم بفرص لمعرفة الحقائق والواقع عن الأفراد ذوي الإعاقات .
2. تزودهم بفرص لتطوير اتجاهات ايجابية نحو الأفراد المختلفين عنهم.
3. تزودهم بفرص لتغيير سلوكيات الغير نحو الإيجابية .
4. تزودهم بنماذج من الأفراد يستطيعوا تحقيق النجاح .

ثالثاً: الفوائد التي تعود على أسر الأطفال المعاقين:
1. توفر لهم فرص لمعرفة مظاهر النمو الطبيعي.
2. توفر لهم شعور بأنهم جزء من المجتمع الذي يعيشون فيه , و بالتالي يقل إحساسهم بالعزلة .
3. تطوير علاقات مع أسر الأطفال العاديين والذي يزودهم بدعم حقيقي.

رابعاً: الفوائد التي تعود على أسر الأطفال العاديين :
1. تطور علاقاتهم مع أسر الأطفال ذوي التوحد, وبذلك يقدموا مساهمات إيجابية لهم ولمجتمعهم.
2. توفير فرص لهم ليعلموا أطفالهم عن الفروق الفردية وقبول الأطفال الآخرين المختلفين عنهم. 

خامساً: الفوائد التي تعود على المجتمع:
1. المحافظة على المصادر التربوية و دعم أنظمة التربية العادية المبكرة في حال دمج الأطفال ذوي التوحد مع الأطفال العاديين في مرحلة ما قبل المدرسة والاستمرار بذلك، مقارنة مع أماكن التربية الخاصة. 
2- توفير التكاليف الاقتصادية .

لماذا يجب أن ندمج الأطفال ذوي التوحد في التعليم العام :

· لأنه من حق الأطفال ذوي التوحد تلقي التعليم في بيئات طبيعية
· لأنه من حق الأطفال ذوي التوحد تجربة نفس نوعية حياة الأطفال العاديين . 
· حتى يتم قبول الأطفال ذوي التوحد من قبل زملائهم في صفوف التعليم العام .
· لأنه يعتقد بأن الأطفال ذوي التوحد أكثر قدرة للتعلم من خلال صفوف التعليم العام .
· لأنه يعتقد بأن الأطفال العاديين يستفيدون من التعامل مع أطفال مختلفين عنهم .
الجوانب المستهدفة في الدمج :
القدرة على :
1/ التعلم والمشاركة ضمن مجموعات .
2/ إتباع و تنفيذ المهام الروتينية بشكل مستقل .
3/ المبادرة و الاحتفاظ بالتفاعل مع الزملاء . 
4/ التعبير عن الاحتياجات بشكل مستقل .
5/ تنظيم الذات .
6/ تقليل المشكلات السلوكية التي تتدخل في التعلم .

مدى دمج طفل التوحد ضمن نظام التعليم العادي؟ 

هذا الأمر يتعلق بعدد من العوامل ، أهمها:
1. قدرات الطفل .
2. المهارات التي تعلمها قبل التحاقه بالمدرسة العادية .
3. نوعية التدخل المبكر المقدم للطفل .
4. طرق التدريس في المدرسة .
5. مدى تقبل الكادر الإداري والتدريسي لطفل التوحد في المدرسة .

سياسة دمج أطفال التوحد :
هناك من وسائط الدمج مع أطفال التوحد كالآتي:
1/ دمج الأطفال من ذوي الاضطرابات الانفعالية البسيطة في الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية، حيث يتلقى هؤلاء الأطفال البرامج التربوية المناسبة لهم في الصفوف الخاصة، مع الاستعانة ما أمكن بالوسائل المتوافرة في غرفة المصادر Resource Room ، وبتهيئة الجو المدرسي العادي في المدرسة العادية.
2/ دمج الأطفال من ذوي الاضطرابات الانفعالية البسيطة في الصف العادي في المدرسة العادية، على أساس قيام هؤلاء الأطفال بدراسة البرامج والمناهج المقدمة للأطفال العاديين في الصفوف العادية، مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات هؤلاء الأطفال في الصف العادي.

استراتيجيات للعمل مع التلاميذ ذوي التوحد من ذوي الأداء المرتفع :
· كن أكثر اهتماماً بمهارات التفاعل الاجتماعي و المهارات الأكاديمية .
· صمم نظاماً للدرجات بحيث يعكس مدى التقدم الذي أحرزه الطالب .
· خصص للطالب أحد الاقران في الصف الدراسي لمساعدته على تنظيم العمل .
· إذا كان بإمكان الطالب أن يتعاون شجع العمل من خلال المجموعات .
· ركز على تطوير مهارات التواصل .
· ساعد الطالب على تعلم كيفية التعبير عن مشاعر عدم الرضا بشكل شفهي .
· زود الطالب بجدول يومي .
· زود الطالب بقائمة الأنظمة و القوانين التي يجب إتباعها .
· جزء المهام إلى خطوات صغيرة مستقلة .
· قم بزيادة عدد المهام التي على الطالب تنفيذها بشكل تدريجي .
· عرف الطالب بنقاط قوته .
· لا تعاقب الطالب على السلوك الذي يصعب السيطرة عليه .

استراتيجيات للعمل مع التلاميذ ذوي التوحد من ذوي الأداء المنخفض :
· حدد أسباب وضع الطالب في فصلك .
· ابلغ والدي الطالب إذا كنت تخطط للتغيب عن المدرسة .
· ركز على توفير مناهج فعالة .
· شجع على التفاعل بين الطالب و زملائه .
· لا تعتبر عملية إكمال العمل الصفي أو الاحتفاظ بالتعلم هدفاً رئيسياً .
· أشرك الطفل في عدة أنشطة صفية من تلك التي يستطيع الطالب التعامل معها .
· قم بتأسيس روتين العمل .
· تجنب إرهاق الطالب .
· اجعل التعليمات واضحة قدر الامكان .
· جزء المهام إلى خطوات صغيرة مستقلة .
· عزز جميع حالات النجاح .

أساليب تدريس الطلاب ذوي التوحد في أوضاع الدمج :

· مرافقة الطالب .
· دعم الطالب ذي التوحد في المواقف الضرورية .
· حث الطلاب على إتباع التعليمات الصفية .
· بدء تقديم الدعم و التلقين للطالب ذي التوحد .
· المهارات التي يتم فيها تقديم التلقين الجسدي .
· تقديم المعززات اللفظية و الاجتماعية للاستجابات الملائمة .
· إذا وجه الطالب التوحدي سؤال للمعلم المساعد اعمل على توجيهه من جديد لسؤال معلم الصف .
· تعزيز التفاعل الاجتماعي قدر الامكان .
· تلخيص البيانات على المهارات المستخدمة يومياً بيانياً.

نصيحة لإنجاح عملية الدمج و التعاون :
ينصح الخبراء في مجال تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بضرورة التذكر دائماً بأن الأطفال مختلفون عن بعضهم البعض . كما أن الإعاقة ما هي إلا جزء من الطفل و بينما قد تشكل معظم حياتهم إلا أنهم مازالوا أطفالاً. وهم بحاجة إلى الحب و المساندة . و يمكنك كمعلم معرفة كيفية تقديم هذه الأشياء لطلابك بحيث تقدم لهم التشجيع على التحصيل الأكاديمي. و عليك أن تحاول معرفة المزيد عن الإعاقة بأكبر قدر ممكن و لكن يجب معرفة كل شيء عن الأطفال .

أن المجتمعات التي مازالت تجتهد في رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة وفي تأهيلهم وجدت في فكرة الدمج الأساسي والرئيسي للعلاج وللوقاية من الأمراض الاجتماعية والنفسية. فالمعاق يحتاج إلي شتى أوجه الرعاية من خلال منظور الدمج حتى يتسنى له الحصول على الاحترام والتقدير المجتمعي، وحتى يتسنى له العيش في الحياة الكريمة التي تسعى الأنظمة المعنية به لتوفيرها له.

ليست هناك تعليقات:
كتابة التعليقات

أناشيد بالفرنسية للصغار